والله زوّجـه الـزكيــة فاطمـــاً | * | في ظل طوبى مشهـدا محضــورا |
كان الملائك ثـم في عــدد الحصى | * | جبريل يـخطبهم بـها مـســرورا |
يدعـو لــه ولهـا وكـان دعـاؤه | * | لهـمـا بخـيـر دائمــاً مـذكورا |
حتى إذا فــرغ الخطيـب تتابعـت | * | طوبــى تُساقـط لــؤلؤاً منثـورا |
وتهيـل ياقوتـــاًعليـهم مــرّة | * | وتهـيــل درّاً تــارة وشــذورا |
فترى نســاء الحـور ينتهـبـونه | * | حــوراً بـذلك يهتـديـن الحـورا |
لئــن نـام دهــري دون المنــى | * | واصبــح عن نـيلهـا مـقـعــدي |
فـملـتــم بهـا حسـد الفضل عنـه | * | ومن يك خـيـر الـورى يُــحـسـدِ |
وقـلــتـم بـذاك قضـى الاجتمـاع | * | ألا انمـا الـحــــق للمـفـــرد |
وإرث عــلــــــــيّ لأولاده | * | إذا آيـــة الإرث لـم تـفــســد |
فمـن قاعـــد منـهــم خـائـف | * | ومـــن ثائر قـــام لــم يسعـد |
سيعـلــم مــن فاطــم خصمـه | * | بـأي نـــكال غــداً يـرتــدي |
ومَن ساء أحـمــد يـــا سبـطـه | * | فبـــاء بقتـلك مـــاذا يـــدي |
فداؤك نـفســي ومَـن لـي فــدا | * | ك لـو ان مولـى بعــبـــد فـدي |
أنــا العبـــد والاكــم عقـــده | * | إذا القــول بالقـلـب لـم يـعقــد |
وفيكـــم ودادي وديـنـي معـــا | * | وإن كان فــي فــارس مـولــدي |
خصمـت ضلالي بكم فاهـتــديـت | * | ولـولاكـم لــم أكــن أهـتــدي |
وجـردتـمـوني وقـد كـنـتُ فـي | * | يــد الشــرك كالصـارم المغـمـد |
ومـا زال شـعـري مــن نائــحٍ | * | ينقّل فيـكــم إلــى مــنـشــد |
وما فاتـنـي نصـــركم باللـسـان | * | إذا فاتـنــي نصـركــم بـاليــد |
وأراد ربَ العــرش أن يلـقـي بها | * | شجراً كريـــم العــرق والإغصـانِ |
فقضى فزوّجـهــا عليّـــاً أنّـه | * | كـان الكفــي لهـــا بــلا نقصانِ |
وقضى الإله بـان تولّــد منهــما | * | ولـدان كالقــمـرين يـلتــقـيــانِ |
سبطا محمّــد الرسـول وفـلـذّتـا | * | كبـد البـتـول كـذلك يـعتـلـقــانِ |
فبنــي الإمـامـة والخلافة والهدى | * | بعد الرسالــة ذانــــك الـــولدانِ |
غــرسٌ نما في المجد؛ أورق غـصنه | * | بوداد أبـنـاء النـبــي ، وأثمـرا .. ! |
شــرفي العظيم ، ومفخري ، أنّي لهم | * | عبدّ ، وحُــقّ بمثـل ذا .. أن أفـخرا ! |
لـــن يعتـريني في اقتفاء طـريقهم | * | ريبٌ يصدُّ عـن اليـقيـن ولا امـترى .. |
هــذي عقـيدتـي التـي ألقـى بـها | * | ربَّ الأنـــام إذا أتيـتُ المحـشـرا ! |
إنّــي رجوت رضـى الإله بحبّهـم ، | * | وجعلتُـه لــي عـندهـم أقـوى العُرى |
يــا أيّهـا الغـادي المجـدّ بجسـرةٍ | * | يطوي السباســب رائـحـاً ومبكّــرا؛ |
جُــر بالغـريّ ؛ مُسلّمـاً متواضعاً ، | * | ولِحُــرّ وجهــك فـي ثـراه مـعفّرا؛ |
الواثبــيـــن لظـلــم آل مـحمّد | * | ومـحـمّـــد ملقـى بــلا تكـفـيـنِ |
والقائــليـن لفـاطــــم آذيـتـنا | * | فـي طـــول نـوحٍ دائـم وحنيـــن |
والقــاطعين إراكــــةً كيما تـقيل | * | بظــــل أوراق لـهـا وغصـــون |
ومجمّـعي حطبٍ علـــى البيت الذي | * | لم يجتــــمع لـولاه شمـل الـديــن |
والداخـلين علـى البـتـــولة بيتـها | * | والمسقــطـيـن لهـا أعـزّ جنيـــن |
والقائــديـن إمامهـم بـنـجـــاده | * | والطـهــر تــدعو خلفهـم بـرنيـن |
خلّوا ابـن عمّي أو لأكشف للدعـــا | * | رأســي وأشـكـو للإله شـجونـــي |
ما كان ناقـة صالح وفصـيلهــــا | * | بـالفـضـــل عنــدالله إلاّ دونــي |
ورنت إلـى القبر الشريف بمـقلـــة | * | عبـرى وقلـــب مكـمـد محــزون |
قالت وأظفـار المصـاب بقلـبهـــا | * | ابتاه قلّ علـــى العـــداة مـعيـنـي |
أبتاه هـذا السـامـري وصحبــــه | * | تُبعاً ومال النـــاس عــن هــارون |
أيّ الـرزايــا اتـقــي بتــجـلّد | * | هـو في النوائــب ما حيـيـت قرينـي |
فقدي أبي أم غصــــب بعلـي حقّه | * | أم كسر ضلعـــي أم سقــوط جنيـني |
أم أخذهم إرثي وفـاضـل نحلتـــي | * | أم جهلهم قــدري وقــد عـرفــوني |
قهروا يتيمـيك الحسيـن وصنـــوه | * | وسألتهم حقّـــي وقـد نهـرونـــي |
باعوا بضائـع مكرهـم وبزعمهـــم | * | ربحوا ومـا بالقــــوم غيـر غبـيـنِ |
نقضـــوا عهـد أحـمد فــي أخيـه | * | وأذاقـــوا البتـول مـا أشجـاهـــا |
وهي العـــروة التـي لـيس يـنجـو | * | غيـــر مسـتعـصم بحـبل ولاهــا |
لـم يـــــرَ الله للنـبـوّة أجـــراً | * | غيـــر حفـظ الـوداد فـي قرباهــا |
لستُ أدري إذ روّعــت وهي حســرى | * | عـانـد القــوم بعلهـــا وأبـاهــا |
يـوم جـاءت إلـى عــديّ وتيــــمٍ | * | ومــن الوجـد ما أطـــال بكاهـــا |
فدعت واشتـكت إلــى الله شجــــواً | * | والـرّواسـي تهتـز مـن شكواهــــا |
فاطمـأنّت لهـا القلــوب وكــــادت | * | أن تـزول الأحـقـاد ممّن حواهــــا |
تعـظ الـقـوم فـي أتـمَّ خطــــابٍ | * | حـكـت المصطفى بـه وحكـاهــــا |
أيّـهـا النــــاس أيّ بـنـت نـبـيّ | * | عـن مـواريثـه أبوهــا زواهــــا |
كيف يزوي عنـي تـراثــي عتـيـقٌ | * | بـأحـاديث مـن لدنـــه افتراهـــا |
تمرّ بـــه الأفـــراح مـرّة مسـرعٍ | * | وتوقفـه الأتـراح وقـفـة مـاكـــث |
تـذكــّر مـــن أرزاء آل مـحمّــد | * | مصائب جلّت من قديـــم وحـــادث |
عشيّـة خـان المصطفـى كـل غــادر | * | وبزّ حقـوق المرتـضى كـلّ ناكـــث |
وهاجــت على الزهـــراء بعـد محمّد | * | دفائن أضـغـان رمـوهـا بنابــــث |
فألمـهـا فـي سـوطـــه كـل ظالـم | * | ودافعهـا عـن حقّهــا كــل رافــث |
وردّ الهدى والديـن فـي الأرض دولــة | * | تـداول فيمـا بـينهــم كالمـــوارث |
فأدلى إلـى (الثـانـي) بهــا شرّ (أوّل) | * | ودسّ بها الثاني إلـى شــرّ (ثالـــث) |
ومــا ذاك إلاّ انّهـــم مـا تمـسّـكوا | * | من الدين حتـى بالحبـال الرثايــــث |
إلــى ان دبـت تســري بسـمّ نفـاقهم | * | إلى كربـــلا رقش الأفـاعي النوافـث |
فاحنـت علـى آل النـبـيّ بوقـعـــة | * | بهــا عاث في شمـل الهدى كل عايـث |
إلى كـم ولـوع القلب بالغادة الحسنـــا | * | وذكرى ليالـي وصـل بثــنةَ أو لبـنى |
ولو أنّهـا سـاوت جنـاح بعـوضـــة | * | لمـا اتخـذتهـا الأوليــاء لهـم سجنـا |
وفـي غـدرها بالمصـطفى وبـآلـــه | * | سلاطينهـا برهـان مقدارهـــا الادنى |
لهم سددت من أقوس البغـي اسهـمـــا | * | أصمّت وأصمت للهدى القلــب والاُذنـا |
فكـم كابـد المختار مـن قـومــه أذى | * | يهيج اسى يستغـرق السهــل والحزنـا |
قضـى نحبه بالسـم وهــو معالـــج | * | على رغم أنف الدين سقمــاً له أضنـى |
وقـد قلبـت ظهـر المـجنّ لحيـــدر | * | فكم زفرة أبـدى وكـم غـصــة جنـا |
ومخـدومـة الأمـلاك سيـدة النســـا | * | سليلة خيـر الخلـق والـــدرة الحسنـا |
أتاحت لها كهف العدى غصــص الردى | * | وذاقت لها سمّاً مـن الحقـــد والشحنـا |
بـضرب وضغـط واهتضام ولـوعــةٍ | * | وكان حماها العـز والأمـــن والحصنا |
على دارهـا داروا بجـزلٍ لحـرقـهــا | * | وكانت بها الأمـلاك تلتــمـس الاُذنـا |
وفي بعـلها الهـادي استحلــوا محرمـاً | * | كما حرموها نحلة المصطـفــى ضغنـا |
وما برحت من بعـد حامـــي ذمارهـا | * | معـصبـة رأسـاً ومنـهـــدة ركـنا |
علـيلـة جسـم للـنحـــول مــلازم | * | لفرط الضنا حتى حكى قلبـهــا المضنا |
إذا ذكـرت حـالاتها فـي حيـوتـــه | * | تؤجج نـار الفقد فـي قلبهـــا حزنـا |
فتبكيـه والحيطـان تبـكي لصوتــهـا | * | فمــا بقعـة إلاّ وعبـرتهـــا سخنـا |
إلـى أن أرادت روحهـا العالــم الـذي | * | بدت منه واشتقـات لمـوردهــا الأسنى |
ففـارقـت الدنيـا كـراهـــة لبـثهـا | * | ورافقـت الاُخرى ونعمتهـــا الحسنـى |
سـل أربعـاً فطمت أكنافهـا السحــبُ | * | عن ساكنيها متـى عن اُفقهـــا غـربوا |
وقائلٍ لـي رفّـه عـن حـشــاك ولي | * | وجدٌ إذا مـا نـزا بالقلــــب يضطرب |
فقلت لـم يشجني نـأي الخلـيــط ولا | * | ربع محت رسمـه الأعــــوام والحقب |
لكـن أذاب فـؤادي حــادث جـــللٌ | * | تُنمى إليـه الـرزايا حيــــت تنتسـب |
يوم قضـى المصطفى فـي صحبــه و | * | على الأعقاب من بعده أصحابـــه انقلبوا |
قادوا أخـاه ورضّـوا ضلـع بضعتــهِ | * | بجورهم ولها البغضـاء قـد نصبـــوا |
لـم أنسهـا وهـي تـنعـاه وتــندبـه | * | وقلبـهـا بـيـد الأزراء ملتـهــــب |
تقول : يا والدي ضــاق الفضاء بنــا | * | لمّا مضيـتَ وحالـت دونـك التـــرب |
( قد كـان بعـدك أنبــاء وهنبـثــة | * | لو كنتَ شاهد هالم تكثـر الخطــــب ) |
( إنّـا فقدنـاك فقد الأرض وابلـهـــا | * | واختلّ قومك فاشهدهـم فقد نكـــبـوا ) |